منذ أن تم إختراع جهاز الحاسوب إضيفت إليه خصائص عدّة لتوفير نطاق كبير من الخدمة سواء كان الإستخدام لغايات الأعمال والمشاريع أو الترفيه، وعليه فإن الغرض ومدخلات ومخرجات الحاسوب تتطور تبعاً للتكنولوجيا الحاضرة. كان الصوت في أجهزة الحاسوب القديمة نظام داخلي ومحدود الوظائف، كما نعلم فإن الوسائط السمعية والمرئية كانت شحيحة منذ عقود ولم يكن الحاسوب يستخدم كنافذة لعرض هذه الوسائط، فقد إقتصرت مهام الصوت آنذاك على أصوات التنبية الداخلية للحاسوب وأيضاً الأخطاء الناتجة عن إستخدام البرامج المختلفة وعرض مواد مرئية وسمعية وبجودة بسيطة جداً، وذلك لأن الصوت كان عبارة عن مكبرات داخلية يُطلق عليها إسم الصافرة، حتى ظهرت كروت صوت تساعد على تحسين جودة الصوت والفيديو والألعاب أيضاً.
ما هو كارت الصوت
كارت الصوت أو بالإنجليزية Sound Card هو عبارة عن هو دائرة متكاملة، ينشئ إشارة صوتية ثمّ يرسلها إلى مكبر الصوت في الكمبيوتر، ولكن كيف يفهم الكمبيوتر موجات الصوت ويخرجها لنا؟ وظيفة كروت الصوت في الحواسيب الشخصية والمحمولة ربما تكون معروفة لأغلب مستخدمي الحاسوب حتى غير المهتمين منهم بالصوتيات، وهذا كونه عبارة عن شرائح مصنوعة من مادة السليكون، هذة الشرائح تسمى محولات لأنها تحول موجات الصوت التماثلي أو التناظري Analog إلى أرقام ثنائية أو بيانات رقمية Digital فيتمكن الحاسوب من أن يفهمها، ويمكن تخزينها في ملف صوتيّ. وبالمثل فان المحولات تحول من البيانات الرقمية Digital إلى التماثلي Analog وتسمى بـ (DACS) فيتحول الصوت المسجل إلى شيء مسموع يمكن تشغيلها على سماعات الكمبيوتر علماً بأن السماعة الخارجية تُساعد بشكل كبير على تحسين جودة الصوت الخارج وذلك بحسب قدرة السماعة بالواط.
كيف تقوم كروت الصوت بتحويل الصوت من صيغته الإلكترونية إلى صيغته التناظرية؟ لفهم طريقة تحويل كروت الصوت البيانات الإلكترونية في ملفات الصوت إلى إشارات تناظرية علينا أولاً معرفة الطريقة التي يخزن فيها الحاسوب الصوت ضمن هذه الملفات، فالإشارات التناظرية الموجودة في الطبيعة تأتي بشكل أمواج (أمواج في الهواء أو الماء أو أمواج كهربائية حتى) هذه الأمواج تكون مستمرة في طبيعتها ويمكن تمثيلها بمنحنيات مستمرة.
الحاسوب لا يسجل هذه المنحنيات كما هي 100% وإنما يقوم بتحويلها إلى نقاط مرجعية بعملية تدعى "التعيين" Sampling مما يعني أنه لا يسجل منحنى الموجة التناظرية كما هو تماماً، وإنما يأخذ مجموعة من النقاط المرجعية ويسجل مكانها في ملفات الصوت بشكل غير مستمر كما في الرسم:
الدرج في الأعلى يمثل طريقة تسجيل البيانات في ملفات الصوت، وفي الأسفل المنحنى الموجود في الطبيعة. وبهذا المنطق، كلما زاد عدد النقاط المرجعية التي يتم تسجيلها كلما إزدادت جودة الصوت نظرياً، وأقول نظرياً لأن بقية التفاصيل تعتمد على نوع الترميز وأسلوب الضغط وبعض التفاصيل الاخرى. ولكن من المبدأ، إذا كان ملف الصوت ذا معدل تعيين منخفض، فجودة الصوت لن تكون عالية كتلك التي يقدمها ملف ذا معدّل تعيين مرتفع. معدل التعيين الشائع حاليّاً هو 44.1kHz والذي يسجل 44100 نقطة مرجعية في الثانية الواحدة. بما أن ملفات الصوت موجودة بصيغة غير مستمرة، إذاً كيف تقوم كروت الصوت بتحويل هذه النقاط المرجعية إلى منحنى تناظريّ مجدداً، ومن ثم تقديم هذا المنحنى التناظري لمكبر الصوت أو مضخم الصوت لإنتاج الإشارة الصوتية؟ حسناً، الأمر بسيط... من خلال معالجات مختصة بتحويل الإشارة الرقمية إلى إشارة تناظرية نسميها بـ DAC وهي إختصار لـ Digital to Analog Converter أي “محولات رقمية إلى تناظرية”. جميع كروت الصوت الخارجية أو الداخلية لحاسوبك تتضمن دارة تحويل إشارة صوتية، مما يعني أنها تقوم بذات العمل نظرياً، ولكن الفرق بينها يكمن في جودة التصميم والميزات التي قدمها كل واحد منها، وبناءاً على حاجتك وطريقة إستخدامك للحاسوب والوظيفة التي ترغب بالقيام بها، يمكنك معرفة كارت الصوت الملائم لك. وتختلف كارتات الصوت من جهاز لآخر، حيث يجب أن تتوافق في الأساس مع المذربورد للجهاز، كذلك يجب أن تتوافق مع معالج الجهاز وكارت الشاشة الموجودة بالجهاز، وإلا فإنها لن تقوم بوظيفتها بشكل فعّال، أو قد لا تعمل على الإطلاق.
وتحتاج كل كروت الصوت إلى التعريف والتثبيت على الجهاز، حتى تقوم بوظيفتها في إخراج الصوت إلى مكبرات الصوت والسماعات الخاصة بالجهاز.
وقد أصبحت نوعية وجودة كارت الصوت من المميزات لدى الحواسيب الحديثة وتعتبر شركة Creative من أقوى الشركات في إنتاج أحسن وأفضل الكروت الصوتية حول العالم، ويَنصح خبراء علم الحاسوب بشراء كروت الصوت ذات القدرة 128 بت فما فوق وذلك لمقدرتها على تشغيل البرامج الصوتية بشكل جيد وأيضاً الكروت التي تتوافق مع تقنية Sound Blaster.
أنواع كروت الصوت
هناك ثلاثة أنواع من كروت الصوت التي يتم تركيبها في المذربورد ويتم إختيار نوع كارت الصوت بناءاً على نوع SLOT بالمذربورد وهي:
1. كارت الصوت المدمج Integrated Sound Card:
وهو كارت مدمج في المذربورد، وهذا النوع موجود في أغلب المذربوردات الموجودة في الأسواق حيث كانت إضافة كروت الصوت للأجهزة تكلّف مئات الدولارات قديماً، وعندما بدأت أسعار تقنية الصوت في الكمبيوتر بالانخفاض، مكّنت تكنولوجيا مصانع أجهزة الكمبيوتر من وضع كلّ التكنولوجيا المطلوبة، لإنتاج الصوت على شريحة واحدة، وساعدت رقائق الصوت الموجودة على المذربورد على إتاحة كارت الصوت لجميع مالكي أجهزة الكمبيوتر.
ويتم تركيبها في منفذ الـ PCI الموجود على المذربورد، وتستخدم تقنية أكثر تقدماً وأحدث وأسرع كثيراً (Mbps 132) في نقل البيانات بين الكارت والذاكرة، ومن فوائد إستخدام كارت الصوت الداخلي المنفصل بدلاً من الكارت المدمج بالمذربورد إحتواء كروت الصوت على رقائق مُعالجة خاصة بها، في حين يعتمد كارت صوت المدمج على معالج الكمبيوتر لإجراء بعض العمليات المطلوبة لإنتاج الصوت، كما يكون ضغط كارت الصوت المنفصل على المعالج الرئيسي أقلّ، الأمر الذي يساهم في الحصول على أداء أفضل عند لعب الألعاب، ويذكر أنّ كارت الصوت المنفصل يحتوي على خصائص لا توجد في الكارت المدمج، مثل تسجيل 24 بت، أو صوت محيطي متعدد القنوات، كما ان كروت الصوت المنفصلة تحتاج إلى تعريفات منفصلة غير تعريفات الصوت الأساسية للجهاز.
3. كارت الصوت الخارجي External Sound Card:
كروت الصوت الخارجية هي قطعة الكترونية تأتي بعدة أشكال وأحجام تستخدم في الأجهزة المكتبية أو اللاب توب وتكون مهمتها هي العمل مكان كارت الصوت الأساسي أو المدمج داخل الجهاز، ويرجع سبب إستخدام تلك الكروت هو تلف كارت الصوت المدمج أو حدوث أي عطلاً به ولها إستخدامات أخرى، مثلاً للتسجيل الموسيقي أو للهندسة الصوتية كونها بعيده عن أي مناطق ذبذبة كهربائية أو تردد.
كروت الصوت الخارجية بها كافة المميزات التي توجد في كروت الصوت المنفصلة ولكنه يتّصل بالكمبيوتر عبر منفذ USB، أو منفذ فايروير FireWire، بدلاً من فتحة توسيع داخلية، كما أن كروت الصوت الخارجية بها أيضاً ميزات لا توجد في كروت الصوت المنفصلة مثل: المدخلات والمخرجات الإضافية، ومقابض التحكم في الصوت، ويعتبر نقل كارت الصوت الخارجيّ إلى كمبيوتر جديد أسهل من نقل كارت صوت منفصل، علماً إنها الطريقة الوحيدة لتحسين صوت كمبيوتر محمول لا يحتوي إلا على فتحات توسيع USB، أو فايروير. ويوجد منها العديد من الأنواع التي لا تحتاج إلى أي تعريف فهي تعمل تلقائياً سواء كنت تستخدم ويندوز أو لينكس، وما عليك إلا الذهاب إلى إعدادات الصوت في نظام التشغيل الذي تستخدمه وإختيار كارت الصوت الجديد ليصبح هو الإفتراضي.
المعايير الأساسية لإختيار كارت الصوت المناسب
كما نعلم إن أغلب المذربوردات مزودة بكروت صوت مدمجة وكما إن المذربوردات الإحترافية أصبحت مزودة بكروت صوت مدمجة على درجة عالية من المواصفات والخصائص مثلاً نرى إن أغلب مذربوردات شركة GIGABYTE أصبحت مزودة بكروت متعددة الأقنية 7.1 ومخارج DIGITAL وبدعم خصائص التوزيع المحيطي والسينما المنزلية. أما طريقة إختيار كارت الصوت المناسب فهناك عدة عوامل وهي:
1. كروت الصوت الخارجية والداخلية: بالمجمل، كافة كروت الصوت تقوم بنفس المهام مع إختلاف بسيط بالميزات الإضافية التي تقدمها الشركة ضمن هذه الكروت، ولكن إختلاف التصميم ومكان توصيل كرت الصوت يلعب دوراً كبيراً جداً بجودة الأداء الذي يقدمه وملائمته لوظيفة معيّنة، وهذه النقاط الرئيسية التي يجب عليك معرفتها بخصوص هذا:
- كروت الصوت الخارجية أكثر ملائمة للإستخدام أثناء التنقل ومع الحواسيب المحمولة.
- كروت الصوت الخارجية تقدّم جودة صوت أعلى عادة كونها أكثر عزلاً عن التشويشات القادمة من المذربورد والأجهزة المتصلة بها. هناك بعض كروت الصوت الداخلية المصممة خصيصاً لكبح هذه التشويشات ولكنها أعلى سعراً في المعتاد من تلك الخارجية.
- كروت الصوت الداخلية تقدم سرعة إستجابة أكبر من تلك التي تقدمها الخارجية، لأن التوصيل المباشر على اللوحة الأم للحاسوب لا يسبب تأخير البيانات بقدر التوصيل من خلال USB مثلاً. بأي حال، لا يؤثر هذا على تجربة الإستماع العادية في الألعاب والأفلام ولكنّه عنصر مهم بالنسبة للمنتجين والموسيقيين.
- كروت الصوت الداخلية تختلف تماماً عن كروت الصوت المدمجة، كروت الصوت المدمجة والتي تأتي بشكل إفتراضي بدائرة ضمن المذربورد للحاسوب تقدم (في كثير من الأحيان) أداءاً أسوأ من تلك المنفصلة.
لنفترض مثلاً أنك محبّ للموسيقى وتحتاج لكارت صوت يقدم لك جودة عالية أثناء التنقل، من الأفضل شراء كارت صوت خارجيّ وإستخدامه مع حاسوبك المحمول، بينما لو كنت ستستخدمه في المنزل من الأفضل إختيار كارت صوت داخلي ذو سعر مرتفع.
2. عزل الدارات: أحد أهم الأشياء التي عليك النظر إليها قبل شراء كارت صوت جديد هو قدرته على عزل التشويشات القادمة من أجزاء الحاسوب الأخرى، السبب في هذا أن هذه التشويشات تؤثر بشكل ملحوظ في بعض الأحيان على جودة الصوت، وتخفض من أداء مجموعة الأوديو خاصتك بالمجمل. كروت الصوت الخارجية كما أسلفت تتفادى هذه المشكلة بكونها أصلاً خارج صندوق الحاسوب بالكامل، وهي الخيار الأفضل إن كنت تبحث عن إشارة نقية بغض النظر عن سرعة الاستجابة.
3. عدد قنوات الصوت: بالتعريف البسيط، عدد قنوات الصوت التي يستطيع كارت الصوت تشغيلها هو عدد أجهزة الإخراج الصوتي (مكبرات الصوت أو السماعات أو غيرها) التي يستطيع كارت الصوت التواصل معها والتحكم بها في نفس الوقت. هناك بعض المعايير الثابتة في هذا المجال ويمكنك من خلالها معرفة قدرة كارت الصوت على تشغيل بقية نظامك الصوتي:
- دعم ستيريو: يعني أن كارت الصوت يسمح بتوصيل مكبري صوت كل منهما قادر على تشغيل الصوت من جهة مختلفة (يمين، يسار).
- دعم 2.1: يعني أن كارت الصوت يدعم توصيل الستيريو إضافة إلى مكبر صوت خاص بالترددات المنخفضة Subwoofer.
- دعم 5.1: يعني أن كارت الصوت قادر على تشغيل أنظمة الصوت المحيطيّ.
- دعم 7.1: يعني أن كارت الصوت يقدم أفضل دعم ممكن لأنظمة الصوت المحيطيّ.
بمعرفتك عدد الأجهزة التي ترغب بتوصيلها إلى كارت الصوت خاصتك يمكنك حصر كروت الصوت الموافقة لما تحتاجه ضمن مجموعة صغيرة وفي نفس الوقت يمكنك التخفيض من سعر كارت الصوت إن لم يكن نظامك الصوتي بحاجة لعدد كبير من القنوات.
4. محول الإشارة التناظرية للبيانات الرقمية: إن كنت تخطط لإستخدام حاسوبك للتسجيل الإحترافي فمن الأفضل الحصول على كارت صوت ملائم لهذا، بعض كروت الصوت تدعم تسجيل الصوت بمعدل تعيين يصل حتى 192 kHz وبعضها يقدم ميزات متقدمة لتسجيل الصوت بشكل طبيعي وعزل الأصوات المحيطية وتنقية الإشارات المتداخلة وغيرها، يعتمد الأمر على الدقة التي تحتاجها والوظيفة التي ستستخدم فيها كارت الصوت.
5. معدل قوة الاشارة التي تقاس ب DB: وهو عنصر مهم جداً فهذه النقطة تعتبر نقطة جوهرية في الإختلاف بين الكروت المدمجة.
6. شهادة THX: هو إختصار لـ Tomlinson Holman's eXperiment أنشأ هولمان THX أثناء عمله مع إستوديو Lucasfilm لوضع معيار جديد لإعادة إنتاج الصوت. وهو يعتبر ختم الجودة حيث إنه يضمن لك الحصول على أعلى جودة مرجوة من المنتج سواء كان كرت صوت أو نظام صوتي أو أي شيء يتعلق بالعملية الصوتية. أي إن شهادة THX تعني أن الصوت الصادر من نظام الصوت المحيطي 5.1 أو 7.1 أو أي مكبر صوت آخر هو بالضبط ما قصده مهندس الصوت أثناء تسجيله
أشياء أخرى ربما تحتاج لمعرفتها من المهم أيضاً معرفة أن بعض كروت الصوت الداخلية تحتاج نوعاً محدداً من المذربوردات للعمل معها، وهذا من بديهيات شراء قطع الحواسيب التي عليك أخذها بعين الإعتبار أثناء بحثك عن كارت صوت ملائم لما تحتاجه. بالنسبة لكروت الصوت الخارجية بعضها يحتاج توصيل USB 3.0 مثلاً ويسبب مشاكل عند إستخدامه مع مأخذ USB 2.0 لذا من المهم الإنتباه لهذا أيضاً.
هناك الكثير من الشركات التي تقدم أنواعاً مختلفة من كروت الصوت الداخلية والخارجية وبأسعار مختلفة تبدأ من 25$ للكروت العادية وحتى آلاف الدولارات للكروت الإحترافية التي تقدم ميزات مميزة، لذا إحتمال عثورك على كارت صوت ملائم لميزانيتك مهما كانت كبيرة جداً، عليك فقط البحث ضمن الميزات التي تريدها.
لم استطيع تعريف الصوت على الجهاز بعد تحميل نسخة ويندوز 7
ردحذف